كيف تجعل تقدير الذات في صالحك وما هي أهم الاستراتيجيات لعمل ذلك



يُجمع المرشدون النفسيون على أن تكرار المرء للعبارات الإيجابية بينه وبين نفسه، يسهم في تغيير حياته فعلاً، كأن يحدث نفسه بعبارة: "أنا قوي وناجح" عدداً من المرات خلال اليوم.

لكن هذه الممارسة الإيجابية تؤثر على مستوى التفكير الواعي فقط، ولا تفعل فعلها في العقل الباطن، حيث تختزن معتقداتك وأفكارك. ومثال ذلك: إذا حدثت نفسك بعبارة: "أنا غني وأملك ثروة"، وكان اعتقادك راسخاً بأنك لا تستحقها، سيسبب لك نوعاً من الصراع الداخلي. وإذا قلت: "أنا ناجح"، وكنت لا تثق بمهاراتك وإنجازاتك، فإن عقلك الباطن قد يذكرك بعدد المرات التي تعرضت فيها للإحراج أمام رئيسك في العمل، أو مدى ارتكابك للأخطاء عند إنجاز واجباتك العملية.

والحقيقة هي أن تجربة مجموعة من المشاعر، بما فيها تلك غير السارة مثل: خيبة الأمل والحزن أو الشعور بالذنب، هي أمر طبيعي. وفي الوقت الذي نعلم فيه جيداً أن مجرد التفكير بتلك المشاعر السلبية قد يكون له أثار سيئة، إلا أن التفكير الإيجابي هو مجرد إصلاح مؤقت أيضاً.

وفي هذه الحالة، يمكن للتفكير المتفائل أن يدخل صاحبه في دوامة الهزيمة الذاتية، سيما إذا كان حساساً تجاه مشاعر القلق والاكتئاب. وهذا ما تظهره البحوث حين تؤكد على أن "تقدير الذات"، يمكن أن يأتي بنتائج عكسية لمن يعانون أساساً من "أزمة ثقة".

وفيما يلي بعض الاستراتيجيات، لجعل "تقدير الذات" في صالحك وليس ضدك:

تخلص من الأفكار السلبية:

ابدأ الحديث بوضوح، وبُح بأفكارك السلبية التي لا يفيدك كتمانها أبداً. فالتلفظ بعبارات مثل: "سأسامح نفسي على المماطلة" أو "لا بأس أن أغضب قليلاً" تقلل من انتقاصك لنفسك وتحرر مواردك العاطفية.

اطرح الأسئلة على نفسك:

أظهرت البحوث أن طرح الأسئلة على الذات بدلاً من إصدار الأوامر، من الوسائل الأكثر فعالية لإحداث التغيير. وهي وسيلة أخرى للتحدث إلى نفسك، إذ عندما تشعر بحاجتك إلى الحديث، فكر: كيف يمكنني تحويل هذا الأمر إلى سؤال؟

وإليك بعض الأمثلة:
هل أنا على استعداد لبذل كل ما يلزم؟
متى فعلت هذا الأمر في السابق؟
ماذا لو حدث الأسوأ؟
كيف يمكنني…؟

هذا النوع من البحث في الذات عن الإجابات، يقوي مهارة حل المشكلات في الدماغ، كما يساعد على الاستفادة من الإبداع الفطري. مما يجعلك قادراً على استقبال الأفكار السلبية بنوع من الفضول بدلاً من الخوف.

التركيز على التقدم، وليس السعي إلى الكمال:

إن استخدام العبارات الإيجابية مثل "أنا رائع وقوي" قد يأتي بنتائج عكسية، إذا لم تعتقد حقاً بذلك على المستويين: المعرفي والعاطفي. ولإعادة صياغة تفكيرك بشكل فعال، انظر إلى ما أصبحت عليه، وركز على التقدم في المسار الخاص بك. كذلك أن تغير من حوارك الذاتي ليبدو مثل: "أنا أتقدم في العمل وهذا جيد" يوجهك إلى النمو الإيجابي الواقعي والقابل للتحقيق.

فإذا كان حوارك الداخلي سلبياً، وسئمت من تكرار العبارات الإيجابية التي لا تشعر بأنها مجدية، حاول اتباع إحدى هذه الاستراتيجيات، حيث ستلاحظ تغييرات كبيرة في أدائك ومستوى تفكيرك، وستحقق أهدافك في الإنتاج والنجاح.

إرسال تعليق

أحدث أقدم